هكذا تأثر اقتصاد العالم بنتائج انتخابات أمريكا

الذهب الرابح الأكبر.. هكذا تأثر اقتصاد العالم بنتائج انتخابات أمريكا

  • الذهب الرابح الأكبر.. هكذا تأثر اقتصاد العالم بنتائج انتخابات أمريكا

اخرى قبل 6 سنة

الذهب الرابح الأكبر.. هكذا تأثر اقتصاد العالم بنتائج انتخابات أمريكا

احمد طلب

قبل بدأ انتخابات الكونجرس الأمريكي الثلاثاء الماضي، أو ما يُعرف بالتجديد النصفي في الولايات المتحدة، كان رهان الرئيس ترامب في هذه الانتخابات يعتمد على مكاسبه الاقتصادية التي حقّقها خلال السنتين الماضيتين في البيت الأبيض، إذ إنّ رفع معدّلات النمو الاقتصادي وخفض مُعدل البطالة هي أبرز الأرقام التي كان يعوّل عليها الجمهوريون كثيرًا للحصول على المزيد من المقاعد، سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، وهو ما يوضح أن الاقتصاد كان لاعبًا أساسيًّا منذ البداية في هذه الانتخابات.

ولذلك من الطبيعي أن يتأثّر الاقتصاد بنتيجة الانتخابات، ولكن الانعكاسات الاقتصاديّة على نتيجة انتخابات الكونجرس لا تتوقّف عند الداخل الأمريكي فحسب، بل ينسحب الأثر إلى الاقتصاد العالمي، إذ إننا نتحدث هنا عن أكبر اقتصاد في العالم.

الآن، وبعد إعلان النتائج يبدو أن إنجازات ترامب الاقتصادية، لم تحفظ لمعسكره الجمهوري أغلبية مجلس النواب، فقد خسرها لصالح غريمه الأزرق الحزب الديمقراطي، بينما حافظ الجمهوريون على تفوّقهم في مجلس الشيوخ، وهو الأمر الذي يجعلنا أمام نصف ثانٍ من ولاية ترامب في وجود كونجرس منقسم بين الحزبين، فكيف سيتأثر الاقتصاد بهذا الانقسام؟ وكيف تفاعلت الأسواق العالمية مع هذه النتائج؟

الأسهم.. الأخضر يزيّن المؤشرات

تفاعلت أسواق المال العالمية سريعًا مع نتائج الانتخابات، سواء في آسيا التي تبدأ التداولات مبكرًا، أو أوروبا وأمريكا، إذ كان الصعود هو أبرز سمات هذه التداولات، ففي أوروبا ساد شعور بالارتياح في السوق بعدما لم تسفر انتخابات التجديد النصفي الأمريكية عن مفاجأة كبيرة، إذ أُغلق المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي على ارتفاع نسبته 1%، مقتربًا من أعلى مستوى بلغه خلال ثلاثة أيّام أثناء الجلسة، بينما صعدت جميع المؤشرات الرئيسية للدول والقطاعات بنسب تراوحت بين 0.5% إلى 2%، كما هو موضّح في المؤشرات التالية.

 

الأسهم الأوروبية- ماركت ووتش

بينما يرجع ارتفاع مؤشر قطاع الرعاية الصحية الأمريكي، الذي صعد بنسبة 1.5%، إلى أن انتخابات التجديد النصفي الأمريكية يُنظر إليها على أنها تقلّل احتمالات اتخاذ إجراء تشريعي يخفّض التكاليف الطبية في أكبر سوق في العالم وأكثرها ربحية، خاصة أن دعم القطاع أولوية لدى الديمقراطيين.

وفي أمريكا قفزت الأسهم الأمريكية عند الفتح، يوم الأربعاء، إذ ارتفع المؤشر «داو جونز» الصناعي 153.45 نقطة أو 0.60% إلى 25788.46 نقطة، وزاد «ستاندرد آند بورز 500» نحو 18.68 نقطة أو 0.68% إلى 2774.13 نقطة، فيما صعد «ناسداك المجمع» 70.13 نقطة أو 0.95% إلى 7446.09 نقطة، وذلك في مستهل تعاملات «وول ستريت»، وسط تفاؤل واضح بنتائج الانتخابات التي لم تنصف ترامب إنصافًا كاملًا، وهو وما جعل اللون الأخضر يكسو المؤشرات اليوم، كما توضح الصورة التالية.

 

الأسهم الأمريكية- ماركت ووتش

ويرى محللون أن انتعاش أسواق المال العالمية جاء لأن نتيجة الانتخابات قد تؤدّي إلى تكبيل الرئيس ترامب، وتقويض قدرته على تمرير سياسات اقتصادية ومالية متناقضة وتهدد النموّ العالمي، خاصة أن أهمّ سياساته الاقتصادية قائمة على أفكار حمائية وعدائية، وتضررت منها الأسواق كثيرًا منذ صعوده إلى السلطة.

الدولار.. النتائج نالت من قوته

لم يكن صدى النتائج على الدولار كما كان صداها على الأسهم؛ إذ كان الأثر سلبيًّا في العملة الأمريكية، والتي تضرّرت منذ بداية التداولات في صباح الأربعاء، فقد هبط الدولار مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، في الوقت الذي رجّح فيه المحللون أن يضرّ انقسام الكونجرس بالعملة الخضراء، وذلك في الوقت الذي من المتوقع أن يرفض الحزب الديمقراطي سياسات ترامب التي عزّزت نمو الشركات، ودفعت المركزي لاعتماد سياسة رفع الفائدة، وهي السياسة التي ساهمت بقوة في إنعاش الدولار منذ بداية العام الجاري.

ومع بداية التداولات خسر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.28% إلى 96.04، وذلك في الوقت الذي ارتفع فيه اليورو 0.15% إلى 1.1443 دولار، بعد أن صعد خلال الجلسة إلى 1.1473 دولار، بينما خسر الدولار نحو 0.19% مقابل الين ليسجل 113.21 ين.

 

 

مؤشر الدولار- ماركت ووتش

من المعلوم أن هبوط الدولار قد يكون في مصلحة الاقتصاد العالمي، فنحن نتحدث هنا عن العملة التي تمثل نحو 85% من العملات المتداولة في التجارة الدولية، ووصلت الاحتياطات المالية المقوّمة بالدولار إلى أكثر من 60% في العالم، بالإضافة إلى أنّ حركة سعر الدولار صعودًا وهبوطًا من الممكن أن تُحدث هزّة اقتصادية عالمية، بل إن اتجاه الأموال حول العالم حاليًا مرتبط ارتباطًا مباشرًا بقيمة الدولار.

الذهب.. مخاطر الانقسام تُنعش أرباحه

وفي ظل هبوط الدولار، وجد المعدن النفيس فرصته للصعود، إذ يقول دانييل هاينس المحلل لدى «أيه. إن. زد.»، إن مجلسَ نوابٍ يسيطر عليه الديمقراطيون قد يعني مخاطرة كبيرة في السوق، سيتفيد منها الذهب على الأرجح. وفي مُستهلّ التعاملات؛ ارتفع سعر الذهب متجاوزًا أدنى مستوى له في أسبوع، وذلك في وقت يبحث المستثمرون عمّا يقيهم من تقلبات السوق.

 

مؤشر الذهب- ماركت ووتش

وكما هو ظاهر بالمؤشر السابق فقد تجاوز سعر الذهب 1236 دولارًا للأوقية (الأونصة)، وذلك في الساعة 06:35 بتوقيت جرينتش، في إشارة إلى ارتفاع كبير لسعر المعدن الأصفر الذي استفاد من هبوط الدولار؛ لأن أسعار الذهب تتحرك في اتجاه معاكس للعملة الأمريكية، إذ ينخفض المعدن الأصفر مع ارتفاع الدولار ويرتفع مع انخفاض الأخير.

ملفات خارجية قد تشهد تغييرًا في التعامل الأمريكي مستقبلًا

كما ذكرنا سابقًا؛ لا يتوقّف تأثير نتائج انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة عند تحرّكات أسواق المال فحسب، بل سيؤثر في سياسيات ترامب عمومًا في المستقبل، ولعل أهمّ قضيتين اقتصاديّتين مضى فيهما ترامب وكان لهما تأثير قويّ في الاقتصاد العالمي، هما الحرب التجارية مع الصين، بالإضافة إلى إعادة توقيع العقوبات على إيران، وهي الملفات التي قد يتغير التعامل الأمريكي اتجاهها في ظل الانقسام الجديد بالكونجرس.

الحرب التجارية.. ترامب قد يُجبر على إنهاء الحمائية

يرى سايمون فرينش، الاقتصادي البريطاني، أن خسارة الحزب الجمهوري الأغلبية في مجلس النواب ستكون مفيدة لأسواق المال والصرف معًا، موضحًا أن هذه النتائج تؤرّخ لنهاية السياسات الخاطئة التي اتبعها ترامب خلال العامين الماضيين، متوقعًا أن توقف نتائج الانتخابات تفاقم عجز الميزانية، وتقوّض سياسة الحماية الاقتصادية التي أجبرت المركزي على رفع سعر الفائدة عدة مرات وبسرعة.

ومن المتوقع أن تدفع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب إلى التقليل من مخاطر الحرب التجارية والنزاع التجاري مع الصين، إلا أن هناك خبراء يرون أن ترامب قد يستخدم صلاحياته الرئاسية ويتخطى الكونجرس في قرارات الحرب التجارية مع الصين، إذ يسمح له الدستور الأمريكي بذلك.

العقوبات على إيران.. الديمقراطيون قد يفضّلون هبوط النفط

من المعلوم أن عقوبات ترامب ضد إيران كانت أهم أسباب صعود أسعار النفط على مدار الأشهر الماضية، وهو الأمر الذي كان له أثر سلبي كبير في الأمريكان؛ بسبب ارتفاع أسعار البنزين لمستويات تاريخية، لذلك من الممكن أن يعرقل الديمقراطيون فرض مزيد من العقوبات لدفع النفط إلى الهبوط.

وتراجعت أسعار النفط اليوم مدعومة بزيادة في المخزون الأمريكي، لكن ما زال الحديث عن هذا الأمر مبكرًا بعض الشيء، إذ إننا في انتظار موقف الديمقراطيين من العقوبات.

 

التعليقات على خبر: الذهب الرابح الأكبر.. هكذا تأثر اقتصاد العالم بنتائج انتخابات أمريكا

حمل التطبيق الأن